عائشة رضي الله عنها
حبي لك يا عائشة كعقدة الحبل
قال صلى الله عليه وسلم لعائشة أُريتُـكِ في المنام ثلاث ليالٍ, جاءني بك الملك في سَرَقةٍ من حرير فيقول:هذه إمرأتك, فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي؟...فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ". (سرقة: قطعة)
وسألته عائشة:يا رسول الله, كيف حبّك لي؟ فقال:"كعقد الحبل" مشيرا بيده الشريفة ومدللا على صعوبة فك عقدة الحبك....وكانت تمازحه أحيانا وتقول له: كيف العُقدةُ يا رسول الله؟ فيقول:"هي على حالها".
ومن عظم قدرها عنده وفضلها على النساء,قال عنها صلى الله عليه وسلم " وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
وكان صلى الله عليه وسلم يعرف غضبها ورضاها...فكان يقول لها: "ياعائشة إني لأعلم إن كنتِ عني راضية وإذا كنتِ غضبى, فتقول له: من أين تعرف ذلك؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: "أما إذا كنتِ عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد, وإذا كنتِ عني غضبى تقولين لا ورب إبراهيم, فتبسمت وقالت: أجل يارسول الله ما أهجر إلا اسمك .
وكان صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال في المعاملة الحسنة لزوجاته وخاصة لعائشة فكان يلاطفها ويدللها ويقول لها من معسول القول ما تتمنى سماعه, وفي الحديث التي روته عائشة "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة؟ قلت: بلى قال : فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة" .
ولم تكن هذه المعاملة الحسنة والحب الفياض فقط في بيته, ولكنه صلى الله عليه وسلم كان قدوة - حتى في التعبير عن حبه لزوجته- وعن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعملني على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها.
ولذا كان الناس يتحرَُون بهداياهم يوم عائشة،فاشتكت نساء النبي وأرسلن أم سلمة لتقول له أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان فهن يردن الخير مثل عائشة, فقال:" يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وفي حادثة الإفك كان الأمر عظيما وشاقا على الزوج المحب أن يسمع ألسنة السوء تلوك سيرة زوجته الحبيبة, وكانت هي لا تعلم شيئا عن حديث الناس عنها!! لأنها ظلت مريضة نحو شهر لا تغادر فراشها...ولكنها لاحظت تغييراً في معاملته صلى الله عليه وسلم لها،فلا يلاطفها ولا يداعبها ولا يكلمها بل يوجه حديثه لأمها..فحزنت من جفائه واستأذنته أن تنتقل لبيت أمها لتمرضها,فأذن لها.
ثم بلغها حديث الناس عنها فظلت تبكي بكاءا حارا لهذا الظلم الواقع عليها...وشاع الخبر وانقسم الناس بين مصدق ومكذب,...ودخل النبي صلى الله عليه وسلم عليها وهي في بيت أبيها ثم قال: "يا عائشة، إنه كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، فإن كنت قد قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده".
فقالت لأبويها: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالا: والله ما ندري ما نجيبه، فقالت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني،ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون".
ثم نزل الوحي فقال صلى الله عليه وسلم: أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك، فقال أبواها: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله، هو الذي أنزل براءتي.
ولم تكن عائشة رضي الله عنها الحبيبة المدللة والزوجة الأثيرة فقط ولكن كانت أيضا أعظم راوية للأحاديث فقد روت عنه أكثر من ألفي ومئتين حديث.
وفي مرضه الذي مات فيه،كان يقول:أين أنا غداً؟ يريد يوم عائشة!! فأذنَّ له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة ودخل أخوها عبد الرحمن ومعه سواك، فنظر إليه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم،ففهمت أنه يريد السواك فأخذته ثم مضغته وأعطته للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم فاستن به وهو مسند إلى صدرها وخالط ريقه ريقها...وقبضه الله ورأسه بين سحرها ونحرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق